صعوبات تعلمية ام مشكلات تعلمية

منتدى صعوبات التعلم لدى الأطفال
الأستاذ هيثم الزعاترة مدير الموقع والمدونة
00962789705571

الاستاذ الفاضل  حمادة عبد السلام عبد الحميد
يُسْتَخْدَم مصطلحا " صعوبات التعلُّم " وَ " مشكلات التعلُّم " من قبل عامة الناس وبعض التربويين على أنهما مفهومان مترادفان، أي أن لهما نفس المعنى، مع أن الواقع غير ذلك...لأنّ مشكلات التعلم تتضمن كلّ ما يعيق عملية التعلّم لدى الفرد. إذ أنّها تشمل الإعاقة العقلية ، الإعاقات البصرية والسمعية، الإضطرابات السلوكية / الإنفعالية، وغيرها من الإضطرابات التي تعيق عملية التعلم . ..لذا فإنها تُمَثِّل صعوبات التعلّم بالمعنى الواسع أو الدارج..أمَا صعوبات التعلّم بالمعنى الأكثر تحديداً أو تخصيصاً فهي التي يطلق عليها صعوبات التعلّم المحددة أو الخاصة..والتي تشير إلى " فشل الطفل في تعلّم مهارة دراسية معينة، بالرغم من امتلاكه مستوى كافياً من الذكاء ( متوسط أو فوق المتوسط) ، والنضج ، والخلفية الثقافية والخبرات التربوية المناسبة...أي أن هذا الطفل الذي يتمتع بقدرات عقلية عادية أو فوق العادية ، والذي لديه قدرة جيدة على السمع والبصر، ولديه دافعية قوية للتعلم، والذي يعيش في بيئة بيتية أو مدرسية مواتية...لكنه غير قادر على تعلّم واحدة أو أكثر من مهارات القراءة أو الكتابة أو الحساب بأساليب التعليم العادية في الصف العادي كما يتعلم زملاؤه الآخرون.
أنماط صعوبات التعلم
تصنَّف صعوبات التعلم في نمطين رئيسيين، هما:
1. صعوبات التعلّم النمائية أو التطورية، وتشمل صعوبات الإنتباه، الإدراك، الذاكرة، التفكير، واللغة الشفوية.
2. صعوبات التعلّم الأكاديمية، وهي ناتجة عن النمط الأول، وتشمل صعوبات القراءة، صعوبات الكتابة، وصعوبات الرياضيات
خصائص الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية
إنّ خصائص الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية كثيرة ومتنوعة. وقد قامت إحدى المؤسسات التربوية بتنظيم هذه الخائص في خمسة مجالات متفاعلة فيما بينها ، وذلك لمساعدة المعلمين على تنظيم ملاحظاتهم لخصائص هؤلاء الطلبة بغرض التعرُّف إليهم وتقييمهم وتشخيصهم من أجل القيام بالتدخلات العلاجية المناسبة. وهذه المجالات الخمسة هي:
• مجال ما وراء المعرفة/ الوعي المعرفي: ويقصد به التفكير حول التفكير أو معرفة الفرد بما يعرف وما لا يعرف. ويمكن التدليل على وجود مشكلات في الوعي المعرفي لدى ذوي الصعوبات التعلمية إذا واجهوا صعوبة في:
  _ تنظيم أفكارهم وآرائهم   _ استخدام الإستراتيجيات التعليمية بفاعلية _ تطوير مهارات فاعلة في القراءة والإصغاء _ مراقبة الذات _ تقييم أدائهم .
• مجال معالجة المعلومات: ويشمل الإنتباه ، والإدراك ، والذاكرة. وتتجلى مشكلات الطلبة في هذا المجال عندما:
_ يبدو أنهم غير مصغين_ تكون لديهم فترة انتباه قصيرة_ يبدو أنهم غارقون في أحلام اليقظة_ يتشتت انتباهم بسهولة_ تكون لديهم صعوبة في تحديدالإتجاهات:يمين/ يسار _ لا يستطيعون تذكر ما سمعوه قبل فترة وجيزة_ يواجهون صعوبة في اتباع التعليمات.
• مجال التواصل: ويتضمن (أ) المدخلات من أفكار ومعلومات ومعالجتها والتفكير فيها، (2) المخرجات أو تبادل الأفكار عبر الكلام أو الكتابة أو لغة الإشارة. ويواجه الطلبة ذووالصعوبات التعلمية مشكلات في المهارات التواصلية تتجلى لديهم عندما:
- يتكلمون عادة بصوت عالٍ جدّاً أو منخفض جدّاً – يطلبون إعادة الكلام باستمرار – يجدون صعوبة في التمييز بين الأصوات، مثل م/ ن، ف/ ث...- يجدون صعوبة في مزج الأصوات – لديهم مفردات تعبيرية محدودة – لديهم صعوبة في العثور على الكلمات – يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم كتابة.
• المجال  الأكاديمي: ويتضمن القراءة ، التعبير الكتابي، الإملاء، والرياضيات. وعندما يتقدم الطالب في الصفوف الدراسية تصبح صعوبته التعلمية أكثر وضوحاً في المواد الدراسية الأخرى كالتربية الإسلامية والتربية الإجتماعية والعلوم. ويظهر الطلبة الخصائص التالية:
- إشارات  تدل على توتر عصبي عندما يقرؤون؛ أي يفركون عيونهم، يتثاءبون ، تقريب رؤوسهم من النص القرائي- استخدام أصابعهم في متابعة ما يقرؤون- لا مبالاة واضحة عند قراءتهم التعليمات- استيعاب ضعيف للمادة التي يقرؤونها- كتابة بطيئة غير مقروءة- يظهرون امتعاضاً عندما يُطلب منهم الكتابة.
المجال الاجتماعي / التكيفي :وتتجلى مشكلات الطلبة ذوي صعوبات التعلم في هذا المجال عندما : -لا يتقبلهم أقرانهم - يكونون غير قادرين على تكوين صداقات مع أقرانهم أو عاجزين عن المحافظة على استمرارها-لا يدركون المضامين الاجتماعية لأنماط سلوكية معينة- يتطلعون إلى مرافقة الكبار بدلاً من أقرانهم - يتحملون القليل من المسؤولية عن أعمالهم  أو تصرفاتهم - يجدون صعوبة في ضبط دوافعهم - يجدون صعوبة في السيطرة على انفعالاتهم- لديهم مستوى منخفض من تقدير الذات والثقة بالنفس - يجدون صعوبة في قراءة التلميحات غير اللفظية، مثل تعبيرات الوجه.
أسباب صعوبات التعلم المحددة
مع أن المختصين لم يتفقوا على تحديد العوامل التي تؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم لدى الأفراد، إلاّ أنهم أجمعوا على أن عملية التعلم هي عملية عصبية تحدث داخل الدماغ وأن أي قصور وظيفي في أي من مراكز الدماغ المسؤولة عن التعلم سيؤثر على تعلم الطفل.  وقد يظل هذا التأثير مدى الحياة.  ولكن يمكن التخفيف من آثارها السلبية على تعلم الطفل باتباع أساليب واستراتيجيات تعليمية معينة، وتوفير تكييفات تربوية محددة.
وقد عزا بعضهم حدوث الصعوبة التعلمية إلى قصور الدماغ عن القيام بوظيفته بسبب إصابات الدماغ المكتسبة قبل الولادة (تعرض الأم للأشعة) وفي أثناء الولادة (نقص الأوكسجين) وبعد الولادة (الحوادث وإصابات الرأس)، بينما عزاها آخرون إلى عوامل وراثية (وبخاصة الدسلكسيا)، أو إلى عوامل بيوكيميائية (النواقل العصبية)، أو إلى عوامل بيئية (التعرض للرصاص).
وختاماً يمكن القول، في ضوء ما ذكر سابقا، أن صعوبات التعلم هي:
- مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات.
- عبارة عن قدرات متفاوتة-  ذكاء متوسط أو فوق المتوسط- يفترض أنها ناجمة عن قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ) - تتجلى على شكل مشكلات ذات دلالة في اكتساب واستخدام مهارات الإصغاء،الكلام، القراءة، الكتابة، التفكير، الرياضيات، أوالمهارات الاجتماعية .
- تبقى مدى الحياة .
وإن صعوبات التعلم.....
• ليست إعاقة عقلية .
• ليست ناتجة عن : اضطراب انفعالي، إعاقة جسمية،  مشكلات في البصر أو السمع،  نقص في الدافعية،  أو خلفية دراسية ضعيفة .
تذكر دائماً أن ...
الطلبة ذوي صعوبات التعلم ليسوا أغبياء بل يتعاملون بأساليب تعلّم مختلفة لا تُوَفَّر لهم في الغرفة الصفية العادية.
وأنّ ...
بإمكان الطلبة ذوي صعوبات التعلم أن ينجحوا في المدرسة وفي الحياة العملية إذا قُدِّم لهم الدعم التربوي الصحيح والتدخلات التربوية المناسبة من قبل مختصين في الصعوبات التعلمية.

وأنّ...
بوسع الآباء والمعلمين مساعدة الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية على النجاح في المدرسة من خلال تعزيز مواطن قوتهم وإدراك مواطن ضعفهم على حد سواء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مايكل بست لصعوبات التعلم

الوعي الصوتي

صعوبات التعلم المحددة في الرياضيات