مفهوم صعوبات التعلم



مع أن مصطلح صعوبات التعلم لقي القبول منذ أول ظهور له وحتى يومنا هذا ، إلا انه كتعريف لا يزال يواجه تحديا قويا أمام الباحثين إذ لا يوجد تعريف جامع ومانع منذ محاولة العالم كيرك الأولى . ويرى القارئ أن جميع التعريفات التي قدمت له أجمعت على أن للقصور العصبي هو السبب المفترض إلا انه للأسف في نفس الوقت يعد هو النقد في حد ذاته لهذه التعريفات وسنتوقف قليلا لنعرض بعض من أشيع التعريفات وأكثرها تجسيدا للتطورات التي جاءت نتيجة البحث والممارسة.

1- تعريف الحكومة الاتحادية الأمريكية:

         " الأطفال ذوو صعوبات التعلم المحددة هم الذين يفحصون عن إضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستعمالها محكية كانت أو كتابية يتجلى على شكل اضطراب في الإصغاء أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو التهجئة أو إجراء حسابات رياضية" 


2- تعريف كيرك (1963):  

             حيث طرح المفهوم لأول مرة من قبله خلال كلمة له في المؤتمر الذي عقد في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يقول "لقد استخدمت مصطلح صعوبات التعلم لوصف مجموعة من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات قي تطوير اللغة والكلام والقراءة وما يتصل بها من مهارات لازمة للتفاعل الاجتماعي وغير إنني لا أضع في عداد هذه المجموعة الأطفال الذين يعانون من إعاقات حسية كالعمى والصم وكذلك لا أضع في هذه الفئة الأطفال المتخلفين عقليا"
من خلال التعريف فان كيرك لم يدخل الأطفال المتخلفين عقليا أو المعاقين حسيا في دائرة ذوي الصعوبات التعليمية ، واستثنى صعوبات الرياضيات بحيث اقتصر على اضطرابات اللغة والكلام والقراءة والمهارات الاجتماعية (البطاينة وزملاؤه،2005)

3- تعريف اللجنة الوطنية المشتركة:

   قدمت اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم تعريفا أخر جاء فيه:
         صعوبات التعلم مصطلح عام يقصد به مجموعة متغايرة من الاضطرابات تتجلى على شكل صعوبات ذات دلالة في اكتساب واستعمال مهارات الاستماع، أو الكلام ،أو القراءة ،أو الكتابة ،أو التفكير أو الذاكرة أو القدرات الرياضية وتصنيف هذه الاضطرابات بكونها اضطرابات داخلية في الفرد يفترض أنها عائدة إلى قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن تحدث عبر فترة الحياة ،كما يمكن أن يواكبها مشكلات في سلوك التنظيم الذاتي ، والإدراك الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي دون أن تشكل هذه الأمور بحد ذاتها صعوبة تعلميه.
ومع أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لأحوال أخرى من الإعاقة (كالتلف الحسي،أو التخلف العقلي ،أو الاضطراب الانفعالي الحاد)أو مصاحبة لمؤثرات خارجية (الفروق الثقافية، أو العلم غير كافي أو غير الملائم) إلا أنها غير ناتجة عن هذه الأحوال أو المؤثرات.
4- تعريف الفريق الوطني لصعوبات التعلم:

ينص هذا التعريف على أن مصطلح صعوبات التعلم على أنه" مجموعة متغايرة من الاضطرابات النابعة من داخل الفرد الذي يفترض أنها تعود إلى خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي تتجلى على شكل صعوبات ذات دلالة في اكتساب وتوظيف المهارات اللفظية والفكرية تظهر في حياة الفرد وتكون مرتبطة بما لا يعتبر سببا لها في إعاقات حسية أو عقلية أو انفعالية أو اجتماعية ومن مؤثرات خارجية كالاختلافات الثقافية أو التعليم غير الملائم(الوقفي:1998)

من خلال استعراض اغلب التعريفات نجد أنها تشترك بعدة نقاط هامة تتلخص على النحو الأتي :

• قد تحدت المشكلة في أي مرحلة من العمر وقد تستمر مدى الحياة .
• وجود فجوة كبيرة بين التحصيل المدرسي والقدرات العقلية الكاملة.
• استبعاد وجود إعاقات أخرى كمسبب للصعوبات مثل الإعاقات العقلية وإعاقة الحواس.
• المشكلة ذاتية متعلقة في الفرد وليس في البيئة أو طرق التعليم.
• يفترض أن المشكلة متعلقة بالجهاز العصبي المركزي (أي أن الأساس بيولوجي)
• يمكن أن تظهر الصعوبات التعلمية لإعاقات أخرى كالاضطرابات السلوكية أو فقد البصر أو السمع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مايكل بست لصعوبات التعلم

الوعي الصوتي

صعوبات التعلم المحددة في الرياضيات