عملية القراءة

كيف تحدث عملية القراءة لدى الطفل

تتصف القراءة بكونها فعلاً كلياً، وبالرغم من إمكان تعريف القراءة أحياناً على أساس كونها عدداً من المهارات المحددة والمنفصلة عن بعضها كالتمييز بين الحروف، والتعرف على الكلمات، وفهم معاني المفردات، إلا إن إنجاز كل من هذه المهارات الفرعية واحدة تلو الأخرى لا يشكل في حد ذاته مهارة القراءة، فالقراءة الفاعلة لا تحدث إلا كإنجاز كلي متكامل.

بداية يتعرف القارئ على الحروف ويربطها بأصواتها ثم يجمع كل صوتين معاً ليشكلا مقطعاً صوتياً ثم يضيف إليه صوتاً أو مقطعاً صوتياً آخر فيشكل مفردة أو كلمة وبعد أن يتعرف عليها يدرك معناها، كل هذه المهارات تحدث في آن واحد وفي فترة قصيرة جداً، وإذا فشل الطفل في إنجاز هذه المهارات الفرعية على نحو متزامن فإنه يواجه صعوبة في القراءة، وإذا وقف على تدريسه من لا يعي صعوبته يزداد وضعه سوءاً فينتابه القلق والإحباط والشعور بالفشل.
هناك ثلاثة نماذج لتعلم القراءة:

1. القراءة من أعلى إلى أسفل والتي تسمى أحياناً الطريقة التنازلية أو الطريقة الكلية حيثُ يتم فيها تعلم الكلمة أو الجملة. وهذه الطريقة تعتمد على القارئ من حيث خلفيته اللغوية والمعرفية.
2. القراءة من أسفل إلى أعلى والتي تسمى أحياناً الطريقة التصاعدية أو التحليلية أو الصوتية حيث الاعتماد فيها على النص، إذ يبدأ القارئ في تفكيك رموزه وربط كل رمز (حرف) بالصوت الذي يمثله ثم يدمج الأصوات معاً لتشكيل كلمة فيقرؤها.
3. القراءة التفاعلية أي دمج الطريقتين معاً فيستخدم القارئ الجيد هذه الطريقة، إذ يبدأ القراءة بالطريقة الكلية وإذا واجهته كلمة صعبة أو غريبة في النص فإنه يلجأ إلى الطريقة التحليلية فيقوم بالتمييز بين حروفها والتعرف على الكلمة لتستمر طلاقته القرائية.

واختيار أي من هذه الطرق الثلاثة يعتمد على تشخيص نموذج أو أسلوب الطفل في تعلم القراءة، فبعض الأطفال يفضلون التعلم بالطريقة الكلية أي (الجملة-الكلمة-الحرف)، والبعض الآخر يفضل تعلم القراءة بالطريقة التحليلية أو الصوتية:(الحرف–الكلمة– الجملة).
ومع أن معظم الأطفال الصغار (كلون)، إلا أن أفضل طريقة لتعليم الأطفال ذوي الدسلكسيا هي التعليم المباشر والصريح للوعي الصوتي أي الطريقة التركيبية التي تركز على أصوات الكلمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مايكل بست لصعوبات التعلم

الوعي الصوتي

صعوبات التعلم المحددة في الرياضيات