التوحد
مركز الرواد الأوائل الإلكتروني
في
صعوبات التعلم والاضطرابات
المرافقة
القناة التربوية الثانية
((( التوحد )))
ح 2 _ تكملة. .." من مذكرات أم طفل توحدي. ........
وباستثناء النوبات العصبية التي كانت تسود المشهد البيتي بين الفينة والأخرى، كان جاك يتصف
إجمالا بهدوء مبالغ فيه. وبكل صراحة اقول : إن أكثر ما كان يقلقنا ويزعحنا هو صمته. .فقد كان جو بيتنا من قبل مليئا بأصوات ضحكاته التي كانت تثير الحياة والبهجة في نفوسنا. .
أما الآن فقد أصبح الهدوء مخيما
على أجواء بيتنا. .بسبب تضاؤل
مفرداته التي لم تتجاوز بضع كلمات. ..حتى توقف نهائيا عن الكلام بعد حفلة عيد ميلاده الثاني بوقت قصير. ..
فخيم القلق والارتباك على حياتناالبيتية..وشعرت انا وابوه بأن خطرا ما بات يهدد حياة أسرتنا وسعادته. .
حاولنا التحدث معه أكثر، لملء الصمت بحديث فارغ لا معنى له آملين من وراء ذلك تحفيز جاك لكي ينطلق في الكلام مرة ثانية.
لكن لم يحدث أي شيء من هذا
القبيل. بعدئذ ، بدأنا نقلل من التكلم معه ظانين أن جاك بحاجة
إلى فترة زمنية أطول كي يعبر عن نفسه. ..ولكن لم يحدث أي جديد..واستمر الصمت الرهيب!
وتوقف جاك عن الاستجابة عموما ، حتى أنه لم يعد ينظر إلينا اذا ما نادينا عليه باسمه...
فهذا الطفل الحنون الذي كان بكل حرية يمنحنا العناق والقبلات قد ذهب إلى غير رجعة. ..والآن ، فإن جسم جاك كان يتصلب تماما في كل مرة كنا نحاول ضمه إلى صدورنا.ولم يعد
بإمكانه أن يخبرنا عما كان يريد _ حتى ولو بالإشارة . وكان يشير بيده كاملة باتجاه خزانة المطبخ ليجعلنا نعرف بأنه كان جائعا. .
فنضطر إلى فتح جميع العلب المملوءة بأنواع من الأطعمة محاولين التوصل إلى ما كان يريد. وأحيانا كانت تصدر عنه أصوات معينة تشير بأننا عثرنا له وجبة الطعام التي كان يريدها. .وفي أوقات أخرى ،كانت
تنهداته وانفاسه السريعة أو الأصوات الشبيهة بالنشيج التي كان يصدرها تدلل على أننا اخفقنا في العثور على مبتغاه ، وعادة ما يكون فشلنا هذا بعد إفراغ محتويات خزانة المطبخ برمتها. لم يكن بإمكاننا أحيانا أن نتوصل إلى كيفية إعطاء طفلنا ما كان يريد _ سواء كان طعاما أو أي شيء آخر.
" إنه ولد. والأولاد يتأخر ون في تطورهم عن البنات " كان طبيب الأطفال الخاص بالأسرة يجيبني عندما كنت أعبر له عن قلقي وهمومي بخصوص طفلي جاك. وكان لديه تفسير لكل عرض كان يظهر لدى جاك . كان هذا الطبيب يقول لي : " لم يتكلم جاك لأنه إما لأن لديه خجل أو عناد "
" لم يكن يلعب أو يتصرف كالاطفال الآخرين لأن جميع الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض."
" ينبغي ان تتوقفي عن كونك تنافسية جدا بمقارنته بالأطفال الآخرين خلال الألعاب على أرض الملعب."
وعندما كنت قلقة ومهمومة لأن نوبات غضب جاك كانت تشابه الهستيريا ، كان طبيبالأطفال يقول لي ، " انقلي الاثاث أو ابعديه عنه حتى لا يصاب بالاذى"
كان باستمرار يخبرني بأن لا اقلق .
ولكني كنت قلقة باستمرار لأن شيئا ما لم يكن يبشر بالخير لدى جاك . ..فقد كان يبتعد عنا رويدا
رويدا.....
واستمعت لطبيب الأطفال لعدة شهور ، ولكن شكي بصحة أقواله لي كان يتزايد على نحو مستمى . ..وفي أحد الأيام توقفت تماما عن الاستماع لما كان يقول لي بشأن جاك..
فأنا أم جاك ، واعرف ابني أكثر من أي شخص آخر _ بمن فيهم الطبيب. كان هذا تفكيري عندما بدأت اصغي لما كانت تخبرني به مشاعري الداخلية لشهور عدة مضت. لذا أخذت جاك إلى طبيب آخر. .ثم إلى طبيب ثالث آخر. . حتى انتهى بي المطاف إلى الطبيب الذي استطاع ان يخبرني بالمشكلة التي كان يعاني منها طفلنا ، فسمعت منه الكلمات التي لا يريد والد سماعها :
" ابنك لديه توحد. "
إعداد
حمادة عبدالسلام ابو غوش
و
هيثم علي زعاترة
في
صعوبات التعلم والاضطرابات
المرافقة
القناة التربوية الثانية
((( التوحد )))
ح 2 _ تكملة. .." من مذكرات أم طفل توحدي. ........
وباستثناء النوبات العصبية التي كانت تسود المشهد البيتي بين الفينة والأخرى، كان جاك يتصف
إجمالا بهدوء مبالغ فيه. وبكل صراحة اقول : إن أكثر ما كان يقلقنا ويزعحنا هو صمته. .فقد كان جو بيتنا من قبل مليئا بأصوات ضحكاته التي كانت تثير الحياة والبهجة في نفوسنا. .
أما الآن فقد أصبح الهدوء مخيما
على أجواء بيتنا. .بسبب تضاؤل
مفرداته التي لم تتجاوز بضع كلمات. ..حتى توقف نهائيا عن الكلام بعد حفلة عيد ميلاده الثاني بوقت قصير. ..
فخيم القلق والارتباك على حياتناالبيتية..وشعرت انا وابوه بأن خطرا ما بات يهدد حياة أسرتنا وسعادته. .
حاولنا التحدث معه أكثر، لملء الصمت بحديث فارغ لا معنى له آملين من وراء ذلك تحفيز جاك لكي ينطلق في الكلام مرة ثانية.
لكن لم يحدث أي شيء من هذا
القبيل. بعدئذ ، بدأنا نقلل من التكلم معه ظانين أن جاك بحاجة
إلى فترة زمنية أطول كي يعبر عن نفسه. ..ولكن لم يحدث أي جديد..واستمر الصمت الرهيب!
وتوقف جاك عن الاستجابة عموما ، حتى أنه لم يعد ينظر إلينا اذا ما نادينا عليه باسمه...
فهذا الطفل الحنون الذي كان بكل حرية يمنحنا العناق والقبلات قد ذهب إلى غير رجعة. ..والآن ، فإن جسم جاك كان يتصلب تماما في كل مرة كنا نحاول ضمه إلى صدورنا.ولم يعد
بإمكانه أن يخبرنا عما كان يريد _ حتى ولو بالإشارة . وكان يشير بيده كاملة باتجاه خزانة المطبخ ليجعلنا نعرف بأنه كان جائعا. .
فنضطر إلى فتح جميع العلب المملوءة بأنواع من الأطعمة محاولين التوصل إلى ما كان يريد. وأحيانا كانت تصدر عنه أصوات معينة تشير بأننا عثرنا له وجبة الطعام التي كان يريدها. .وفي أوقات أخرى ،كانت
تنهداته وانفاسه السريعة أو الأصوات الشبيهة بالنشيج التي كان يصدرها تدلل على أننا اخفقنا في العثور على مبتغاه ، وعادة ما يكون فشلنا هذا بعد إفراغ محتويات خزانة المطبخ برمتها. لم يكن بإمكاننا أحيانا أن نتوصل إلى كيفية إعطاء طفلنا ما كان يريد _ سواء كان طعاما أو أي شيء آخر.
" إنه ولد. والأولاد يتأخر ون في تطورهم عن البنات " كان طبيب الأطفال الخاص بالأسرة يجيبني عندما كنت أعبر له عن قلقي وهمومي بخصوص طفلي جاك. وكان لديه تفسير لكل عرض كان يظهر لدى جاك . كان هذا الطبيب يقول لي : " لم يتكلم جاك لأنه إما لأن لديه خجل أو عناد "
" لم يكن يلعب أو يتصرف كالاطفال الآخرين لأن جميع الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض."
" ينبغي ان تتوقفي عن كونك تنافسية جدا بمقارنته بالأطفال الآخرين خلال الألعاب على أرض الملعب."
وعندما كنت قلقة ومهمومة لأن نوبات غضب جاك كانت تشابه الهستيريا ، كان طبيبالأطفال يقول لي ، " انقلي الاثاث أو ابعديه عنه حتى لا يصاب بالاذى"
كان باستمرار يخبرني بأن لا اقلق .
ولكني كنت قلقة باستمرار لأن شيئا ما لم يكن يبشر بالخير لدى جاك . ..فقد كان يبتعد عنا رويدا
رويدا.....
واستمعت لطبيب الأطفال لعدة شهور ، ولكن شكي بصحة أقواله لي كان يتزايد على نحو مستمى . ..وفي أحد الأيام توقفت تماما عن الاستماع لما كان يقول لي بشأن جاك..
فأنا أم جاك ، واعرف ابني أكثر من أي شخص آخر _ بمن فيهم الطبيب. كان هذا تفكيري عندما بدأت اصغي لما كانت تخبرني به مشاعري الداخلية لشهور عدة مضت. لذا أخذت جاك إلى طبيب آخر. .ثم إلى طبيب ثالث آخر. . حتى انتهى بي المطاف إلى الطبيب الذي استطاع ان يخبرني بالمشكلة التي كان يعاني منها طفلنا ، فسمعت منه الكلمات التي لا يريد والد سماعها :
" ابنك لديه توحد. "
إعداد
حمادة عبدالسلام ابو غوش
و
هيثم علي زعاترة
تعليقات
إرسال تعليق